كيف تبدأ الاستثمار في العملات الورقية؟ نصائح من محترفين

في عالم المال، يطلق على سوق تداول العملات "الفوركس" (Forex)، والمعروف أيضاً بسوق الصرف الأجنبي. هذا السوق يمتاز بأهميته الكبيرة، حيث يتجاوز حجم التبادلات اليومية فيه 5 تريليونات دولار. هنا، يجد المستثمرين فرصة لبيع أو شراء عملة مقابل عملة أخرى.

إذا كنت ترغب في الاستثمار في سوق العملات الورقية بأمان، فإن الخطوة الأولى نحو تداول ناجح تشمل التحلي بالمسؤولية والذكاء، حيث إن القرارات الطائشة وغير المحسوبة قد تعرضك لمخاطر خسارة أموالك. من الضروري أن تكون على علم بقوانين وتشريعات كل دولة، ومعرفة مدى ثقة ومصداقية كل جهة تشريعية قبل الإستثمار في العملات الورقية، حيث يعد هذا الأمر عامل مهم عند اختيار وسيط التداول.

كيف تبدأ الاستثمار في العملات الورقية؟ نصائح من محترفين
الاستثمار في العملات الورقية

أيها أكثر أمانًا: العملات الرقمية أم السندات الحكومية أم المعادن؟

لا يمكننا تحديد ما هو الأكثر أماناً بشكل مطلق، لأن ذلك لا يعتمد فقط على طبيعة المنتج بل يعتمد أيضاً على السوق والوضع الاقتصادي للدولة التي تقيم فيها. إذا كنت تتطلع إلى تحقيق عائدات محتملة عالية جداً، فمن الواضح أن سوق الأوراق المالية هو المكان المثالي، ولكنه إذا لم تكن خبيراً مالياً أو متخصصاً في الأسواق المالية، فمن المحتمل أن تخسر المال بشكل منتظم في النهاية، لذا يتعين عليك ترك الإدارة لمندوب محترف.

وعلى الرغم من أننا نتواجد في أسواق مختلفة، فإنه في الظروف العادية تعتبر أذون الخزانة أقل تقلباً من المعادن أو السلع أو العملات الرقمية. ومع ذلك، تغير هذا الاتجاه خلال جائحة كورونا،

حيث أصبحت سندات الخزانة أكثر تقلباً من المعادن والعملات الافتراضية. في الواقع، خلال الأزمات الاقتصادية، من المعتاد أن نرى انعدام ثقة المستثمرين في الأوراق المالية وتحولهم نحو الملاذات الآمنة مثل الإستثمار في الذهب. وخلال أزمة كورونا، شهدنا نفس الاتجاه: انتعاشاً في أسعار المعادن وزيادة الثقة في العملات الافتراضية (الرقمية أو المشفرة).

هل يساهم تنويع محفظة المستثمر في تحقيق الأمان المالي؟

تنويع المحفظة يعتبر استراتيجية استثمارية أساسية تهدف إلى تقليل المخاطر وحماية الاستثمار، حيث إن امتلاك أصل واحد فقط يعرض المستثمر لتأرجح نسبة 100% في هذا الأصل سواء بالزيادة أو النقصان. ينصح بالتنويع ليس فقط في الأوراق المالية، ولكن أيضًا في أسواق مختلفة على الصعيدين المحلي والدولي.

إدراج مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل الأسهم والسندات والصناديق الاستثمارية ومنتجات أسواق المال في عدة بورصات عالمية، يمكن المستثمر من تقليل مخاطر السوق بشكل كبير.

التنويع يكون فعالًا فقط إذا كانت تغيرات أسعار الأصول غير مرتبطة بشكل كامل، مع ضرورة مراعاة تكاليف المعاملات مثل اكتشاف السعر، والتفاوض، وإنفاذ العقد. على الرغم من أن التنويع يساهم في تقليل المخاطر، إلا أنه لا يمكنه إلغاؤها تماماً، حيث ستظل هناك دائمًا مخاطر مرتبطة بتقلبات السوق.

ما خصائص الملاذات الاستثمارية الآمنة؟

يعتمد السوق المالي على نشاط قسمين بأدوار مختلفة ومتكاملة؛ السوق الأولية والسوق الثانوية. يواجه المستثمر عدداً كبيراً من العملات المالية، ولذلك يعد مفيداً الحصول على نظرة عامة على الفئات الرئيسية للاستثمارات للتعرف على مستوى المخاطر واتخاذ القرارات قبل الاستثمار في العملات الورقية.

وفي هذا الخصوص، توجد أربع أسواق استثمارية رئيسية: سوق المال، سوق السندات، سوق العقارات، وسوق المشتقات. يُعد فهم الأساسيات ضرورياً للحصول على رؤية شاملة عن الاستثمار، حتى وإن كان المحترفون غالباً هم من يديرون العمليات الاستثمارية.

لا يوجد استثمار خالٍ تماماً من المخاطر، فحتى خطط الادخار ذات الفائدة الثابتة قد تواجه مخاطر زيادة التضخم بما يتجاوز معدل الفائدة خلال فترة الاستثمار. يرتبط مفهوم المخاطرة ليس فقط بأداء المنتج ولكن أيضاً بعامل الوقت.

هل لا يزال الاستثمار في العملات الورقية الأجنبية آمناً في ظل التغيرات الحالية؟

لم يكن الاستثمار في العملات الدولية وسيلة آمنة بتاتاً، بل على النقيض فهي من أكثر الأسواق خطورة في العالم. توجد عملات مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي تُتداول بشكل كبير لأغراض المضاربة.

ومع مرور الوقت، أصبح سوق الفوركس وسيلة للبنوك الاستثمارية وصناديق التحوط للمراهنة على التغير في سعر الصرف، مما يمكنّهم من تحقيق أرباح أو خسائر عبر التخطيط وفقاً لتغيرات السعر.

من الواضح أن المستثمرين يزداد اهتمامهم بالعملات الافتراضية كملاذ آمن خلال جائحة كورونا. ومع ذلك، فإن هذا الاهتمام لن يغير دور العملات التي تصدرها البنوك المركزية في الوقت الراهن، ويبقى الدولار قوياً نظراً لارتباطه بقوة اقتصادية وعسكرية داعمة.

كيف يمكن للمستثمر في العملات الورقية الأجنبية أن يتابع اتجاهات التغيرات؟

يصعب تعقب الاتجاهات قصيرة الأجل في سوق الفوركس أو تحقيق الأرباح منها باستمرار. ومع ذلك، فإن العملات الرئيسية تتأثر على المدى الطويل بقرارات السياسات النقدية والمالية للدول.

فعلى سبيل المثال، إذا أعلنت الولايات المتحدة عن معدل تضخم أعلى من منطقة اليورو، فمن المتوقع أن ينخفض الدولار الأميركي مقابل اليورو. لذلك، يتعين على المستثمر أن يكون منتبهاً للإعلانات الاقتصادية والسياسية من الدول التي قد تكون عملاتها ذات أهمية على المدى المتوسط والطويل.

ومن هذه الفقرة نستنتج بأن؛ العملات الرئيسية تتأثر بشكل طويل الأجل بقرارات السياسة النقدية والمالية للدول.

كيف يمكن معرفة اتجاهات السوق؟

هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتحديد اتجاهات زوج العملات: من ضمنها التحليل الأساسي الذي يركز على العوامل الاقتصادية الكبرى مثل أسعار الفائدة ومعدلات التضخم والبطالة وغيرها، وأيضا التحليل الفني (أو البياني) الذي يعتمد على قراءة الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية مثل "إيه دي إكس" (ADX)، "آر إس آي" (RSI)، أو "إم إيه سي دي" (MACD).

يتضمن التحليل الفني دراسة تطور السوق باستخدام الرسوم البيانية للتنبؤ باتجاهاته المستقبلية. غالبًا ما يعتمد المستثمرون المحترفون على التحليل الفني، حيث يرتكز هذا النوع من التحليل على دراسة سجلات الأسعار لاستخراج بيانات تسهم في توقع الاتجاه القادم.

ووفقا لهذا النمط، فإن الطبيعة الدورية للأسواق تتيح الكشف عن الأشكال البيانية المتكررة بمرور الوقت. وتعتبر مناطق الدعم والمقاومة الأدوات الرئيسية في التحليل البياني: إذ يمثل الدعم نطاقاً يعبر عن اهتمام المستثمرين بالعملة المتابعة لتقلباتها، بينما تعد المقاومة منطقة سعرية يكون فيها تواجد المستثمرين قليلاً.

ما هي المخاطر المحتملة التي قد يواجهها المستثمر في العملات الأجنبية بشكل عام؟

يُعَدُّ الاستثمار في العملات الورقية ذو مخاطرة عالية، حيث يتم تضمين المعلومات والشائعات في السعر قبل صدوره. وهناك مخاطر أخرى مرتبطة بالرافعة المالية التي يقدمها مشغلو هذا السوق لعملائهم (وهي نسبة الدين للملكية وإستراتيجية استخدام الأموال المقترضة لزيادة الفوائد على الاستثمار).

يواجه جميع المستثمرين الذين يقومون بعمليات تجارية أو مالية بالعملات الأجنبية هذه المخاطر، وهناك مخاطر دورية، ومخاطر غير دورية، ومخاطر منتظمة، بالإضافة إلى مخاطر السوق. يُعتبر التحكم في المخاطر أولوية تفوق أهمية حجم الأرباح. ومن الضروري أن يحدد المستثمر أولاً سياسته العامة للتحوط فيما يتعلق بمخاطر المعاملات.

  1. تحديد المخاطر التي يتعرض لها نتيجة تحركات العملة.
  2. تقييم احتمال التغير في أسعار العملات ذات الصلة.
  3. تحليل وسائل التسقيف المتاحة والاختيار بين الحد الأقصى والأدنى الممكن للحصول على الأنسب.

كيف يمكن تفادي مخاطر تقلب السوق المالي أو مواجهتها؟

يُنصح في جميع الأسواق باختيار الشركاء المناسبين (مثل البنوك والوسطاء) بناءً على عدة معايير، مثل الالتزام القانوني، الأسعار التنافسية، سرعة تنفيذ الأوامر، التوافر وتقديم المشورة.

من منظور الاستثمار، ينبغي عليك وضع خطة واستراتيجية تداول تشمل أوامر بيع محددة مسبقًا (وقف الخسارة)، وعدم استخدام تأثير الرافعة المالية إلا عند الضرورة، وفي النهاية، قم بتنويع أدوات الاستثمار على المستويين المحلي والدولي.

المصدر: الجزيرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إعرف كيفية الوصول إلى معلوماتك الشخصية فيسبوك وتنزيلها

كيف تدير حسابات مشروع صغير بفاعلية ونجاح

التعليم عن بعد عن طريق برنامج teachmint